اذا عدنا الى تاريخ نضالات فئة السلم التاسع سنجدها ابتدأت بوقفة احتجاجية رمزية بالرباط يوم 25 مارس من العام المنصرم و قد كانت تحت غطاء النقابات ذات التمثيلية حيث تكونت لجنة مؤقتة للمكتب الوطني لتنسيقية موظفي التعليم المرتبين بالسلم التاسع بالمقر المركزي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وقد كانت هاته اللجنة مؤقتة الى حين التحاق كل الجهات و الاقاليم بتمتيلية المكتب الشيء الذي حدث يوم 6 ابريل حيث تكون مكتب قوي يغطي كل الاقليم شمالا و جنوبا غربا و شرقا و تلاحقت البيانات الى ان قررت قواعد التنسيقية جعل الاضراب مفتوحا بالاعتصام بالرباط حيث لم تقبل النقابات ذلك فانسحبت كلها الا الاتحاد المغربي للشغل الذي قرر الاستمرار في دعم التنسيقية لوحده و في هاته المرحلة وصلت نضالات التنسيقية الى اسمى صورها بحضور قوي وصل في بعض الاحيان الى 14 الف مشارك الا ان الرقم 10 كان ذا شؤم لدى قواعد التنسيقية حيث رفض الاتحاد المغربي للشغل توقيعه بدعوى وجوب التوقف مِؤقتا و البدء من جديد في الموسم الدراسي المقبل الشيء الذي رفضه المكتب الوطني للتنسيقية لتبدأ مرحلة جديدة في النضال تحت لواء النقابات المستقلة التي لا تحظى بالتمتيلية حسب بعض الاطراف و اعتبرت هذه الاخيرة ان امر التنسيقية انتهى و ان اغلب قواعدها قبلت باتفاق 26 ابريل و اتضح لها ذلك جليا في اول وقفة بالرباط للتنسيقية شهر اكتوبر الماضي حيث كان الحضور باهتا لا يتجاوز 200 مشارك غير ان التنسيقية استمرت و جاهدت لتحقق اكبر انجاز فاجأ الجميع يوم 5 يناير الجاري بوقفة مدوية عرفت حضورا كبيرا و المفاجاة الاكبر نزول الوزير الى المشاركين و فتح باب الحوار مع المكتب الوطني للتنسيقية الشيء الذي اعتبر تهديدا للنقابات التقليدية و التي اعتبرت ان نجاح الملف لا يعتبر نجاحا للتنسيقية فقط بل للنقابات الداعمة ايضا تكسب معه نقاطا عالية في الانتخابات المهنية القادمة اي امتحان التمتيلية الامر الذي تطلب مناورة سياسية لتحويل تاريخ 16 يناير الى يوم للحوار القطاعي مع النقابات ذات التمتيلية بدل ان يكون حوارا مباشرا مع التنسيقية التي تساهم في الرفع من نقاط النقابات المستقلة و التي لقيت دعما كبيرا من رجال التعليم نتيجة تبنيها هذا الملف
ان حملة الانتخابات المهنية قد ابتدأت من الان و الصراع قوي بين النقابات التقليدية و النقابات المستقلة باستخدام ورقة ملف السلم التاسع و قد يتحول ملف السلم التاسع الى ضحية صراع في الايام المقيلة بين الاطارات المكونة للنقابات المستقلة خاصة وان المنظمة الديمقراطية للشغل تعتبر الاكثر استهدافا في المرحلة الراهنة نتيجة تبنيها لملفات عديدة و مستعصية زادت من شعبيتها فهل تنجح التنسيقية الوطنية لموظفي التعليم المرتبين بالسلم التاسع و المتضررين من الترقية في تسييس المرحلة و اللعب على كل الحبال ام تنهار بسبب صراعات الاخرين