بسم الله الرحمن الرحيم الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول
الشهوات إلى جنات القربات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أيتها الأخوات الفضليات، بادئ ذي بدء: هناك اهتمامات جزئية نعيشها
جميعاً، طعام، وشراب، وأولاد، وسكن، وإنفاق، لكن الإنسان حينما يغفل عن
علة وجوده في الدنيا هناك أسئلة كبيرة جداً: لماذا أنا في الدنيا؟ لماذا
جاء الله بي إلى الدنيا؟ هل هناك من رسالة ينبغي أن أؤديها؟ الفرق الكبير
الكبير بين امرأة غير مؤمنة، شردت عن الله عز وجل، وعاشت لحظتها، ولبت
شهواتها، وبين امرأة مؤمنة عرفت ربها، وعرفت سر وجودها، وغاية وجودها.
أول
شيء بالحديث الموجه إلى أخواتنا الفضليات، أن الإسلام شيء وأن الممارسات
التي تكون في العالم الإسلامي شيء آخر، الإسلام شيء، والممارسات الغير
صحيحة التي تتم في هذا العالم شيء آخر، والبطولة أن نفرق بين حقيقة
الإسلام وبين واقع المسلمين، واقع المسلمين لا ينبئ عن واقع الإسلام، هناك
ممارسات خاطئة، و تصورات خاطئة، و سلوك خاطئ، و انحياز أعمى، هذا الواقع
لا يمثل الإسلام، ومع الأسف الشديد أن العالم الغربي، أو العالم الأسترالي
كنت أقول كلمة: هذا الأسترالي لم يقرأ القرآن، ولم يقرأ حديث النبي
العدنان، ولم يتفقه بالفقه، الإسلام عنده هذا الإنسان الذي أمامه، فإذا
أخطأ فالإسلام خاطئ، إذا قدم تصريحاً كاذباً فالإسلام خاطئ.
المشكلة أنك إذا كنت في بلادك في الشرق
الأوسط وأخطأتِ يقال: فلانة أخطأت، أما إذا كنت هنا وهويتك واضحة بحجابك
وأخطأت اتهم الإسلام لا أنت، لذلك كل واحدة منكن على ثغرة من ثغر الإسلام،
فالمهمة كبيرة جداً، وبالمقابل إذا رأى العالم الغربي، أو أهل هذه البلاد
امرأة مسلمة، فقيهة، منضبطة، راعية لزوجها وأولادها، الإسلام يعلو.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ذكر
قصة، ليس لنا حاجة لتفاصيلها، هناك مشكلة أن إنساناً اتهم ظلماً في كندا
بشيء لم يفعله، وأودع السجن، له زوجة بأعلى درجة من الانضباط، بأعلى درجة
من الثقافة، دافعت عنه، قدمت وثائق، طافت بلاد كثيرة، وفي النهاية أُفرج
عنه بجهد زوجته، هذه المرأة في كندا رفعت اسم المسلمين للأوج، امرأة بأعلى
درجة من الثقافة، وفيّة لزوجها، واجهت دولة بأكملها، أقسم لي أخ من كندة
قال لي: لعدة أشهر الخبر الأول في الصحف خبرها، القصة طويلة.
على كلٍّ
المنطلق الأساسي - وهذا الكلام لا يوجد فيه مجاملة أبداً - المرأة في
الإسلام مساوية للرجل تماماً في التكليف، وفي التشريف، وفي المسؤولية،
مكلفة بعبادة الله كما هو مكلف، ومشرفة عند الله كما هو مشرف، ومسؤولة عند
الله كما هو مسؤول، المرأة في الإسلام مساوية للرجل تماماً، في التكليف،
وفي التشريف، وفي المسؤولية، هذا منطلق.
لكن حينما قال الله عز وجل:
﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ﴾
[ سورة آل عمران الآية: 36]
﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ﴾
لا من باب التشريف، من باب الخصائص والمهمات.
موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية