[b]نحن
نعلم أن اللثة جزء من أجزاء جوف الفم واحد محتوياته، واللثة عبارة عن
النسيج المخاطي الناعم الذي يغطي الجزء المثبتة فيه الأسنان من عظم الفك
وتساعد اللثة على دعم الأسنان وحمايتها، تتكون اللثة من نسيج ليفي غليظ
يغطيه غشاء مخاطي وتمر خلال اللثة أوعية دموية وليمفاوية تحمل الدم
والليمفا من الفكين ومن الوجه واليهما. واللثة السليمة صلبة جامدة ذات لون
أحمر مع بعض البقع، وتكون اللثة بُنيقة حول كل سن وتتصل بالسن تحت هذه
البنيقة قليلاً، وينتج عن ذلك وجود أخدود غير عميق بين اللثة وكل سن من
الأسنان. وفي ذلك الأخدود تبدأ متاعب اللثة.
يدخل إلى جوف الفم
يومياً أصناف متعددة من الأطعمة والأشربة بالإضافة إلى كميات كبيرة من
الهواء وما يحمله من عوالق. وهذه الأصناف كثيراً ما يتخلف عنها بعض البقايا
بداخل الفم، الذي يعتبر بدوره بيئة صالحة لنمو الجراثيم وتكاثرها بسبب
وجود الغذاء اللازم والرطوبة والحرارة المناسبة لها، فتبقى هناك في حالة
هدوء حتى تجد الفرصة المناسبة فتغزو الأنسجة وتفتك بها محدثة التهابات
وتقيح اللثة، يضاف إلى ذلك أحياناً توفر بعض العوامل المساعدة مثل وجود
أسنان نخرة وأسنان سيئة الترتيب والأطباق، أو وجود أسنان صناعية ردئية أو
غير ذلك مما له علاقة بالأسنان.
يبدأ كثيراً من أمراض اللثة عندما
ينحبس في الفلع اللثوي بعض بقايا المواد الغذائية بين اللثة والأسنان،
ويحدث ذلك خاصة عند منتصف العمر، عندما يميل نسيج اللثة إلى الأنكماش عن
الأسنان، وقد يحدث ذلك كثيراً في صغار السن عندما تكون أسنانهم غير منتظمة
في أماكنها أو في فواصلها، فإذا لم يزل هذا الطعام المحتبس عن طريق التنظيف
بانتظام فانه يتعفن مكوناً بيئة أو مزرعة خصبة لنمو البكتريا وتكاثرها،
فإذا أصيبت اللثة بالعدوى البكتيرية فإن الجسم يجيب على ذلك بشكل هجوم
مضاد، وذلك بأن يرسل إليها كميات أكبر من الدم حيث تقوم الكريات البيضاء
بمحاربة الغزو البكتيري الجديد. وتؤدي زيادة الدم وكثرته في اللثة إلى
زيادة أحمرارها وسهولة نزفها، ويغلب أن تلتهب وتتورم، وتعرف هذه الحالة
بالتهاب اللثة وقد يتسبب التهاب اللثة من حشو ردي للأسنان أو من تركيبات
غير محكمة الوضع. كما قد يتسبب من ضعف الصحة العامة أو من بعض أنواع
العدوى.
ويجب المسارعة باستشارة الطبيب المختص المتخصص في الأسنان
وعلاجاتها متى نزفت اللثة بسهولة، أو أظهرت علامة من علامات الألتهاب
الأخرى لكي لا يستفحل المرض مؤدياً إلى متاعب خطيرة باللثة، فقد يتطور
التهاب اللثة الذي لم يعالج إلى تقيح اللثة أو ما يعرف بالبيوريا وهو مرض
لثوي خطير، ففي هذا المرض ينتشر الالتهاب والتقيح إلى معظم الدرد حيث تنغرز
الأسنان محدثة تحللاً تدريجياً في العظم مع خلخلة الأسنان. ويجب في هذه
الحالة انقاذ الأسنان وذلك بالبدء بالعلاج السريع قبل أن يستفحل الأمر.
ومن
أمراض اللثة الأخرى عدوى فنسنت أو ما يعرف بفم الخندق وهو عدوى بكتيري حاد
يظهر فجأة محدثاً التهاباً شديداً في حرف اللثة، حيث يسهل النزف لاقل لمس
أو اثارة، والمرض شديد الايلام لدرجة ان البلع أو الكلام قد يصبحان صعبين،
ومن علامات هذا المرض المميزة رائحة النفس الكريهة أو ما يعرف بالبخر وهذا
البخر سريع التقدم إلى الانسجة العميقة حتى يصل إلى العظم الدردي، وتتراكم
الأنسجة الميتة بين الأسنان واللثة، ويتحطم نسيج اللثة نفسه. وإذا لم يعالج
هذا المرض في يقظة وسرعة ومرونة ملموسة، فإن التقرحات الموجودة قد تنتشر
إلى الشدقين والشفتين والحلق واللسان.