كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر رفيعة في مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، عن تفاصيل دراسة مشروع استخدام تكنولوجيا النقل المعلق (التلفريك) لحل مشاكل النقل بمكة المكرمة خلال موسمي الحج ورمضان.
واشتملت الدراسة على باب متكامل بين أهم مشاكل النقل الحالية وطرحت تصورا للمعايير والفوائد العائدة على مستخدمي الخدمة والفوائد العائدة على نظام النقل بشكل عام، إضافة إلى دراسة التكاليف والعائدات المالية والتأثيرات على الطبيعة، وتم تقييم كل معيار على أساس تأثيره الإيجابي المحتمل ومنحه درجة على مقياس من ثلاث نقاط.
وأشارت نتيجة عملية التقييم الأولى إلى أن خيار استخدام النقل المعلق لربط مواقف السيارات الموسمية بمحطات الركاب في المنطقة المركزية هو الخيار الذي سيعود بأكثر الفوائد بناء على معايير التقييم المستخدمة.
واقترح الخبراء المشاركون في الدراسة ثلاثة مسارات تربط ثلاثة من أكثر مواقف السيارات ازدحاما، وهي كدي والرصيفة والشهداء بالقرب من مسجد التنعيم، بمحطات الركاب في محيط الحرم.
وبسبب أن نوعين من تكنولوجيا النقل المعلق تمت دراستهما لاستخدامهما في مكة المكرمة، كانت المحصلة النهائية وجود ما مجموعه 12 خط نقل معلقا محتملا لجميع المسارات مجتمعة، خطين لمسار كدي، وأربعة خطوط لمسار الرصيفة، وستة خطوط لمسار التنعيم.
والفكرة في تصميم المشروع المقترح جاءت بحيث يربط كل خط بين موقف للسيارات وما يقابله من محطات الركاب، مماثلا لخدمة الحافلات الترددية.
ومن المتوقع أن تعمل هذه الخطوط على مدار السنة لخدمة السوق المستهدفة الرئيسية والتي تشمل المقيمين في مكة المكرمة، فضلا عن الزوار خلال مواسم الذروة في رمضان والحج. ومن المتوقع أن يتجاوز الطلب على هذه الخدمة في مواسم الذروة (أي رمضان والحج) طاقتها الاستيعابية، وبالتالي سوف تعمل هذه الخدمة بشكل رئيسي كخدمة خاصة لتنقل المعاقين المسنين والنساء والأطفال ومرافقيهم في مواسم الذروة، أما في بقية السنة فسوف تكون الخدمة متاحة للجميع.
وكان الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس هيئة تطوير مكة والمشاعر المقدسة، وجه أمس بعرض النتائج على لجنة متابعة النقل العام بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة للاستفادة من الدراسات البحثية وجدوى استخدام هذا الأسلوب من النقل لحل المشكلات.
وأوضح هنا الدكتور عدنان بن عبد العزيز قطب مدير مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن المشروع يعتمد على إنشاء «تلفريك» لنقل الحجاج والمعتمرين من مواقف السيارات إلى الحرم والمشاعر المقدسة بحيث يكون موازيا للطرق العامة، مشيرا إلى أن طبيعة مكة الجغرافية لا تساعد على بناء وشق خطوط جديدة، ومنه تم طرح فكرة الاستفادة من الطرق العامة في بناء الخطوط أعلى تلك الطرق.
وأضاف أن هناك تعليمات من أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية ورئيس الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج، واهتماما بنتائج دراسة مشروع النقل المعلق بمكة المكرمة ومدى الاستفادة منه لحل بعض المعوقات التي تواجه النقل خلال موسمي رمضان والحج كمشروع مساند لوسائط النقل المستخدمة حاليا، بما يحقق الخير والفائدة والراحة لقاصدي بيت الله الحرام من حجاج ومعتمرين.
وكشف قطب عن أن دراسة خطوط النقل المعلق في مكة المكرمة، ستعمل على ربط المشاعر المقدسة ومواقف السيارات في أطراف مكة بالحرم المكي، مشيرا إلى أن النقل المعلق قادر على نقل نحو 6 - 7 آلاف شخص في الساعة بكل خط، وهو الرقم الذي يعادل نحو نصف العدد الذي قد تنقله حافلات الركاب في الساعة، وذلك بتكلفة إنشاء أقل بكثير من تكلفة إنشاء مسارات أرضية جديدة.
وبين مدير مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى، أن من أبرز العوامل التي جعلت المركز يبحث عن إيجاد وسيلة نقل حديثة، إضافة إلى ما هو معتاد، هو عدم تأثير مشروع النقل المعلق في وسائل النقل الأخرى، وأن زيادة مشاريع النقل ووجود خيارات متعددة سيساعد على زيادة الطاقة الاستيعابية للنقل في مكة المكرمة، مما يساعد على تقديم خدمات أفضل لزوار المدينة المقدسة من حجاج ومعتمرين، وذلك إضافة إلى أنه من الممكن أن يتم استخدام بعض الطوابق في الأبراج السكنية المحيطة بالحرم المكي الشريف كمحطات لإنزال وتحميل الركاب.
وأشار إلى أن مستوى الأمان والسلامة في النقل المعلق ترتفع معدلاته بشكل أكبر عند المقارنة بوسائل النقل الأخرى المختلفة بنسبة تصل إلى نحو 90 في المائة، وهو قادر أيضا على زيادة نسبة تخفيض معدلات التلوث البيئي.
وأردف «درسنا من خلال المركز أن تكون خطوط النقل المعلقة، قائمة بين مواقف السيارات في أطراف مكة والحرم المكي، وبين المشاعر المقدسة، عرفات ومزدلفة ومنى، وبين مشعر منى والحرم، وفي مشعر منى تكون مرتبطة بالمرافق الطبية، وذلك من خلال الاستفادة من وجود الأبراج لنقل المرضى بشكل أسرع من عملية النقل عبر وسائل النقل الأخرى التي قد تواجه صعوبات في الحركة».
ومن أجل تحديد الدور الذي من الممكن أن تلعبه تكنولوجيا النقل المعلق في مكة المكرمة، تحدد الدراسة مشاكل وتحديات النقل الموجودة في مكة المكرمة وكيف يمكن لتكنولوجيا النقل المعلق أن تساعد في حل بعض هذه التحديات والمشاكل.
وكشفت نتائج هذه الدراسة عن أن إدارة النقل في مكة المكرمة تواجه العديد من المشاكل والتحديات، منها التطورات العمرانية واسعة النطاق في المنطقة المركزية بمكة المكرمة، وعدم وجود خطة مواصلات استراتيجية، إضافة إلى زيادة عدد الزوار القاطنين خارج المنطقة المركزية، ومشاكل ملكية الأراضي في المنطقة المركزية، إضافة إلى غياب التكامل بين حلول النقل والتضاريس الجبلية الصعبة في مكة المكرمة، مما أدى إلى صعوبة استخدام وسائل النقل التقليدية، ومياه زمزم التي قد تحد من احتمال استخدام خطوط مترو الأنفاق، إضافة إلى الكثافة العالية في المنطقة المركزية.
كما حددت الدراسة بعض مشاكل النقل الأخرى وهي المتمثلة في المساحة المحدودة المتوفرة للطرق ووسائل المواصلات في المنطقة المركزية وأوضاع الحركة المتغيرة على مدار السنة وعدم وجود وسائل نقل كافية في المستقبل حتى مع وجود خطوط مترو الأنفاق وسوء الخدمة والسلامة والنمو الكبير في المستقبل، إضافة إلى التأخير المحتمل في مشاريع البنية التحتية الضخمة المقترحة بسبب العمل الجاري بتوسعة الحرم والتطورات العمرانية المحيطة به.
وتشير الدراسة هنا إلى أنه لا يمكن على الفور التوصية باستخدام هذه التكنولوجيا في مكة المكرمة بدون فهم شامل لقضايا النقل وتحدياته القائمة في مكة المكرمة. بناء على ذلك، فإن الهدف من هذه الدراسة هو استكشاف إمكانية وجدوى استخدام تكنولوجيا النقل المعلق بالحبال في مكة المكرمة من خلال دراسة معمقة لمشاكل النقل في مكة المكرمة والدور الذي من الممكن أن تلعبه هذه التكنولوجيا في حل بعض هذه المشاكل.
هذه التحديات المذكورة آنفا، لها آثار خطيرة على التنقل في مكة المكرمة من ناحية السلامة والأمن والمساواة والتنمية المستديمة والاقتصاد. وهناك عدة مبادرات مقترحة حاليا وعدة جهود جارية لمعالجة بعض هذه القضايا الصعبة عن طريق تطوير خطط شاملة للنقل العام واستخدام الأراضي في مدينة مكة ككل ومنطقتها المركزية بشكل خاص، والنظر أيضا في وضع استراتيجيات لشبكات النقل السريع وشبه السريع مثل قطار الحرمين وقطار المشاعر.
ومن الواضح أنه يمكن معالجة هذه التحديات فقط من خلال بناء نظام نقل متعدد الوسائط الذي يشمل تكنولوجيات تقليدية مثل السكك الحديدية الثقيلة والخفيفة والحافلات، بالإضافة إلى تقنيات مبتكرة ووسائل نقل حديثة مثل تكنولوجيا النقل المعلق للمساعدة في حل مشاكل النقل في مكة المكرمة.
الدراسة التي بدأت في شهر مايو (أيار) 2010، من قبل مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة لاستكشاف إمكانية استخدام تكنولوجيات حديثة وغير تقليدية لتكون جزءا من نظام مواصلات عامة متعدد الوسائط في مكة المكرمة، ستكشف عن إمكانية وجدوى استخدام تكنولوجيا النقل المعلق بالحبال (التلفريك) لمعالجة تلك المشاكل. حيث بدأت هذه التكنولوجيا الفريدة من نوعها تنتشر بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم، ففي خلال السنوات العشر الماضية فقط، تم بناء خطوط مواصلات عامة باستخدام هذه التكنولوجيا في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، مثل الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وهونغ كونغ وكولومبيا وفنزويلا والبرازيل والجزائر ورومانيا، وقريبا في لندن لاستخدامها خلال دورة الألعاب الأولمبية عام 2012.
ومع ذلك، يعتبر استخدام تكنولوجيا النقل المعلق بالحبال كنظام مواصلات عامة ظاهرة جديدة نسبيا، ويعود أصل هذه التكنولوجيا إلى استخداماتها في منتجعات التزلج لعشرات السنين لنقل المتزلجين والسياح.
لكن استخدام هذه التكنولوجيا في البيئة الحضرية كأنظمة مواصلات عامة لم يحدث إلا في الآونة الأخيرة فقط حيث اكتسبت هذه التكنولوجيا المزيد من الاهتمام في جميع أنحاء العالم.
وتعتبر هذه التكنولوجيا وسيلة مواصلات ذات شعبية عالية بسبب كفاءتها العالية في استهلاك الطاقة ومناسبتها للاستخدام في المناطق الحضرية المتميزة بالحواجز الطبوغرافية والمساحة المحدودة.
وحددت الدراسة المكونات الأساسية لأي تكنولوجيا نقل معلق بالحبال تشمل الكابينات والكابلات إضافة إلى المحرك والأبراج لدعم الكابلات بين المحطات، حيث تكون الكابينات معلقة من فوق بالكابلات الممتدة بين محطات الركاب والمسندة على الأبراج.
وتسير هذه الكابينات بسرعة منتظمة بين محطات الركاب في دورة ثابتة، أما بالنسبة للتكنولوجيا نفسها، فهناك خمس تكنولوجيات للنقل المعلق استخدمت كوسائط للنقل الجماعي في المناطق الحضرية.
وبالعودة إلى عملية التخطيط والتقييم لخدمة النقل المعلق في مكة المكرمة، قام فريق العمل بفحص وتقييم عدد من الأفكار الخاصة بكيفية استخدام النقل المعلق في مكة المكرمة من خلال مسارات منهجية تقوم على معايير عالمية في تخطيط النقل العام.
وبدأ فريق العمل بحثه بمشاورات شاملة مع الشركات الرئيسية المصنعة لهذه التكنولوجيا وخبراء وسائل النقل العام، بالإضافة إلى بعض الخبراء المحليين الذين شاركوا في ورشة عمل عقدت في مكة المكرمة لهذا الغرض في ديسمبر (كانون الأول) 2010.
وقام فريق عمل الدراسة بمسح شامل للمعلومات المتعلقة بهذه التكنولوجيا وأفضل الممارسات والتطبيقات العالمية لها، وحدد الخطوات التي يجب اتباعها في هذه الدراسة والتي تم فيها تحديد الإمكانات والدور المحتمل لهذه التكنولوجيا في مكة المكرمة عن طريق تطوير وتقييم عدة بدائل للنقل المعلق في مكة المكرمة وتحديد البديل المفضل منها وتحديد مواصفات وخصائص البديل المفضل، إضافة إلى تقدير أعداد الركاب على كل خط مقترح من خطوط البديل المفضل وحساب تكاليف البناء على كل خط مقترح من خطوط البديل المفضل وإجراء دراسة جدوى اقتصادية لكل خط مقترح من خطوط البديل المفضل.
وبالنظر إلى النطاق الزمني للدراسة، فقد تقرر أن تركز الدراسة على أن تكون خدمة النقل المعلق المقترحة ودورها في مكة المكرمة مماثلة لتطبيقات النقل المعلق القائمة في مختلف أنحاء العالم، أي خطوط منفصلة باستخدام تكنولوجيات النقل المعلق المطبقة في مختلف أنحاء العالم، وتبعا لذلك تم تطوير مجموعة من البدائل الأولية لبعض خطوط النقل المعلق في مكة المكرمة استنادا إلى الخصائص المذكورة سابقا.
وكانت البدائل المقترحة لخدمة النقل المعلق في مكة المكرمة، خدمة المواقع المفصولة جغرافيا داخل مكة المكرمة وربط أزواج من المواقع المفصولة بالحواجز الجبلية، إضافة إلى ربط مواقف السيارات الموسمية بمحطات الركاب وبالمباني والفنادق في المنطقة المركزية، ومن ثم ربطها بالحرم، وتم الفحص والتقييم الأولي لهذه البدائل والتي استندت إلى معايير تعكس الخصائص والأهداف الفنية الخاصة بمكة المكرمة.
وحول مواصفات البديل المفضل أخذ الخبراء في الدراسة بعين الاعتبار، من أجل تحديد الخطوط المحتملة لكل مسار من مسارات البديل المفضل، خصائص المناطق المقترح تنفيذ نظام النقل المعلق فيها والتحديات والقيود المرتبطة بها والمتعلقة بالموقع ومنها طبوغرافية مكة المكرمة وموقع الحرم وارتفاع كثافة استخدام الأراضي والمساحة المحدودة في المنطقة المركزية، إضافة إلى أنماط السفر الموسمية.
كما أخذت الدراسة نوع التكنولوجيا المستخدمة للنقل المعلق والقيود التقنية المرتبطة بها والتي يمكن أن تمنع من تنفيذها في سياقات معينة، أي قيود التكنولوجيا، وتتضمن الدراسة طول أي خط نقل معلق واحد مع محرك واحد بحيث لا يمكن أن يتجاوز 6 كيلومترات، كما يجب بناء محطات وسطية إذا كان هناك تغيير في اتجاه الخط أكثر من 15 درجة، وأنه من غير الممكن عمل خطوط متفرعة أو شبكات خطوط للنقل المعلق.
وبناء على تلك المعطيات، تم وضع ستة مسارات لخطوط البديل المفضل، مسار واحد يربط موقف كدي بمنطقة الحرم بطول 2.3 كلم بدون محطات وسطية، ومساران لموقف الرصيفة.. مسار مباشر بطول إجمالي يبلغ 3.2 كلم بدون محطات وسطية، ومسار مواز لمسار الشوارع وله ثلاث محطات وسطية بطول إجمالي يبلغ 3.3 كلم، إضافة إلى ثلاثة مسارات للتنعيم.
من حيث الخصائص التقنية لخط النقل المعلق، فإن القدرة الاستيعابية للخط تعتمد على عاملين رئيسيين، هما سعة العربة وتواتر الخدمة، ومن المتوقع أن تكون القدرة الاستيعابية للعربة المعلقة المنفصلة أحادية الجانب 3600 شخص في الساعة، وفي العربات المنفصلة ثلاثية الكابل 6000 في ذات المدة.
وتم في الدراسة بناء نموذج واقعي ومعقول لتقدير أعداد الركاب المتوقعة، وهذا النموذج يستند إلى إلمام فريق العمل بظروف النقل وتحدياته في مكة المكرمة بما في ذلك التغيرات الزمانية والتي كانت كافية لوضع افتراضات واقعية لتقدير أعداد الركاب. وقد كان هناك العديد من الافتراضات الخاصة بهذه الخدمة والعديد من المتغيرات التشغيلية، وهي تشمل تقسيم السنة إلى فترات حسب كمية الطلب، وعدد ساعات العمل اليومية، وعدد ساعات الذروة وعوامل السعة المرتبطة بها.
وبسبب أن العائدات المالية هي عنصر أساسي في أي مشروع استثماري، خصوصا مشاريع وسائل النقل العام، فقد تم تحليل تدفق العائدات المالية لكل خط من خطوط البديل المفضل. ومن أجل ذلك تم وضع عدة افتراضات مالية، منها سعر التذكرة الواحدة 3 ريالات سعودية.
واستطاع فريق العمل حساب تكاليف رأس المال وتكاليف التشغيل والصيانة لكل من البدائل، وذلك بعد مشاورات مع الشركات المصنعة لهذه التكنولوجيا، وكذلك بعض الخبراء المختصين بهذه التكنولوجيا والتي قدرت التكاليف بنحو 2.410 مليار ريال.
وتشمل تكاليف تشغيل وصيانة نظام النقل المعلق العناصر التالية: استهلاك الطاقة، والموارد البشرية العاملة في المحطات للتأمين، وصندوق رأس المال الاحتياطي الذي يستخدم عادة لعمل صيانة شاملة للخط مرتين خلال مدة عمله.
وبالاعتماد على المعلومات المستقاة من المصنعين، فإن تكاليف التشغيل والصيانة تشكل نحو 10 في المائة من تكاليف رأس المال لكل خط. بناء على ذلك تم حساب تكاليف التشغيل والصيانة السنوية لجميع الخطوط في السنة الأولى للتشغيل.
وتتألف الخطوط المقترحة للبديل المفضل من جزأين: مكونات تقييم رئيسية معنية بالفوائد والتكاليف المباشرة لجميع الخطوط المقترحة، ومكونات تقييم ثانوية معنية بالفوائد غير المباشرة الناتجة عن تنفيذ أي من الخطوط المقترحة.
ومن الممكن أن يقوم القطاع العام بتنفيذ المشروع وتحمل أي مخاطر مرتبطة بالمشروع من ناحية التكاليف والعوائد، وهذا من المرجح أن يقلل صافي تكلفة المشروع (مشروع قطاع عام)، أو توفير الظروف الملائمة، فمن الممكن التنازل عن مخاطر المشروع، بما في ذلك مخاطر التكاليف والعوائد وتوافر الركاب للقطاع الخاص، أي شراكة بين القطاعين العام والخاص، ويمكن تنفيذ المشاريع بطريقة الشراكة بين القطاعين العام والخاص إما بوجود مستثمر واحد وإما بوجود عدة مستثمرين تكون مسؤوليتهم توفير التصميم والبناء والتمويل وخدمات التشغيل والصيانة، هذه النقطة يمكن أن ينظر فيها في المرحلة المقبلة من المشروع.
وكان مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة التابع لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى، نظم ورشة عمل النقل وإدارة الحشود برعاية مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس.
وتناول عرض النقل المعلق خمسة مواضيع تتعلق بالحافز لدراسة مقترح النقل المعلق بمكة المكرمة، ونظرة شاملة وأفكارا عملية وتطبيقية للتخطيط والتصميم للنقل المعلق، وكذلك المفاهيم الأساسية والتقنيات الحديثة لأنظمة النقل المعلق بالعالم، إلى جانب أولويات المناطق للنقل المعلق في مكة المكرمة، وعرض نموذج محاكاة مرئية بالإضافة إلى الجدوى الاقتصادية وتقدير التكاليف ومقارنتها بخدمة المستفيدين، والطاقة الاستيعابية الكلية، ومن ثم طرح التوصيات الختامية لمقترح مشروع النقل المعلق.
وتمحور النقاش في أن عملية النقل المعلق تعد وسيلة نقل مساعدة وليست بديلة عن وسائل النقل القائمة حاليا لتتواءم مع الطبيعة الجغرافية والتضاريس الجبلية بمكة المكرمة، وتعتبر الوسيلة الأوفر اقتصاديا للاستفادة منها فعليا للتخفيف من معاناة النقل في الزحام.
وبين أن المركز قام بالتعاون مع مركز النقل وإدارة الحشود بجامعة تورونتو بكندا بوضع خطة عمل للخروج بأفضل الوسائل في عملية النقل المعلق والاستفادة من خبرات المركز في هذا المجال، حيث حضر النقاش ممثلون من قطاعات ذات علاقة بخدمات الحج والعمرة.
يذكر أن مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة تواصل مع إحدى الشركات العالمية المصنعة للنقل المعلق للاستفسار منها حول إمكانية الاستفادة العملية من هذه التقنية في مكة المكرمة، وقد كان تجاوبهم محمسا للغاية، فقد نفذت شركة «دبلوماير» عدة مشاريع نقل معلق في العالم كوسيلة مساعدة.