إن المدرسة العمومية تعتبر فضاء رحبا للتربية و التعليم و بث المعرفة و القيم الأخلاقية و التربية على المواطنة في نفوس المتلقين ، لذلك فهي تشكل وحدة منسجمة و متجانسة بين جميع الأطر العاملين بها، إدارة و مدرسين و حراس و منظفين ، تجمعهم مبادئ صادقة تقوم على الاحترام و التقدير المتبادل . ليس العيب أن يختلف الإنسان لأن الاختلاف هو أم المعرفة ولكن العيب كل العيب أن نتمادى في اختلافنا و نحوله إلى صراع و مشادات لا تليق بنا كمربين و مدرسين و بالتالي لا تخدم مصلحة مؤسستنا العامة التي نحن جزء منها .لهذا أرى أنه من المفروض بل من الواجب على كل مدرس أن يحب مهنته و يحب مؤسسته و يحب متعلميه و يعمل على خلق علاقات تجمعه بهم يسودها الاحترام المتبادل .
و حتى تؤدي المدرسة العمومية دورها كاملا غير منقوص يجب أن تربط علاقات مع محيطها الخارجي الذي يتمثل بالدرجة الأولى في تعاملها الجيد مع جمعية آباء و أولياء التلاميذ التي تساير و تتابع عملية التعليم و التعلم بالمؤسسة و الإشراف على توفير الأجواء الملائمة للمدرسين و التلاميذ على حد سواء ، كالعمل على برمجة الإصلاحات و الترميمات الضرورية بتنسيق مع رئيس المؤسسة .
هذا مع العلم أن العلاقات بالمحيط الخارجي للمؤسسة يجب أن تتعدى إلى أبعد من ذلك ، فتعمل على عقد شراكات جيدة ، و هذا يدخل في نطاق اختصاص رئيسها المباشر الذي يسعى جاهدا إلى تطوير هذه العلاقات و تمتين روابطها مع كل من الجماعة الحضرية أو القروية المحلية ووزارة الصحة و دور الشباب و المعاهد الثقافية و الفرق المسرحية و الترفيهية ... لما يعود على المؤسسة و تلاميذها بالنفع سواء على مستوى التحصيل و حصد النتائج الطيبة أو على مستوى سمعتها و سمعة مدرسيها.
و بهذا نكون قد بعثنا بإشارات وضاءة إلى القائمين على الشأن التعليمي ببلدنا الحبيب قصد إعادة النظر في الدور المحوري الذي يلعبه الأستاذ داخل المنظومة التعليمية ككل من أجل الرقي بتعليمنا إلى مستويات رفيعة مبنية على التضحية و نكران الذات ، كل هذا من شأنه أن يجعل الوزارة المعنية تعتمد أساليب جدية و بناءة في تعاملها مع موظفي التعليم على أساس مبدأ الحق و الواجب .
ذ. سعيد بوديوان .في .19/12/2012