الشاي في الصحراء
يرتبط الشاي ( أتاي كما نسميه) بفضاء وثقافة الصحراء. فهو يتعدى كونه مشروبا يستهوي ساكنة معينة، الى كونه علامة مسجلة للانسان الصحراوي فالشاي سمة من سمات الكرم الصحراوي ودلالة على الدفئ الاسري و الاجتماعي حيث تجتمع العائلة ثلاث مرات لاعداده، وعلامة من علامات الحفاوة والاستقبال.
طريقة اعداد الشاي تلخص في ثلاث جيمات
1. الجمر: إذ لا يعد الشاي فوق قنينات الغاز، وإنما على الجمر، ولا يحاو الا على الجمر مع أن مع التطور الحضري صار من يعده على قنينات الغاز الصغيرة الا نكهته تختلف (يغلي الماء قبل ان تطلق اوراقالشاي مذاقها)
2. الجيرة: وهي الإناء الذي يقدم فيه الحليب للضيوف والذي يحضر في كل جلسات الشاي،
3. الجماعة: أي الأشخاص الذي يحضرون جلسات الشاي.
ويقدم الشاي في كل وجبة على ثلاث مرات في كؤوس صغيرة بها رغوة كثيفة ( كاس مرغوي: نتيجة تقليب الشاي في الكؤوس) ، الكاس الاول يكون مركز ( كاسي كاف معجمة) الكأس الثاني يكون بعد فترة و يكون اقل تركيز و متناسق من حيث حلاوته و طعم الشاي ( ان صلح الكاس الوسطاني فمعد الشاي يعنبر معدا جيدا او قيام بتشديد الياء " أقام الشاي")، الكاس الاخير او الكاس التالي يكون اقل تركيز.
من جهة اخرى كان الشاي و السكر من المسائل الملازمة لكل رجل صحراوي خاصة ان كان مرتحلا يضعهما في صرة، ومن فرط حبهم للشاي كانوا يقايضونهم بمسائل ثمينة فقد يقايض كيلو من الشاي بناقة او اغنام....بل ان مهر العروس و صداقها لا بد ان يحتوي على خنش سكر و صناديق شاي و هذه عادة مستمرة الى يومنا هذ.
ومن الامثال المرتبطة باعداد الشاي استحضرني هذا المثل
فالشخص إذا قدم الى مجموعة و ه في بداياتها في اعداد الشاي( لم يسكب الكأس الاول بعد) يقال له " لا تبيع جملك او لا تبيع مركوبك " كناية بان هذا الجمل الذي قدم بالرجل في أول الشاي هو جمل مبارك .