موضوع: بقلم نبيل مصيلحي
سكتنا له دخل بحمارو--
بالفعل والفعل الأكيد هذا المثل الشعبي الضارب في أعماق الفلكولور المصري والعربي هو على حق ولم يأت من فراغ , ويجب على المتلقي ألا يلقيه في سلة المهملات أو في جب النسيان .
ملعون أبو الصمت وأمه وأجداد وكل شيء ينتمي إليه , فالساكت على الحق شيطان أخرس , وبالمقابل .. ( ما ضاع حق وراءه مطالب ) .
نترك هذه المنطقة أو المدخل لنتوجه إلى ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تفرض نفسها وسيطرتها على العالم العربي , وكأنها وصية عليه , تتدخل في الشئون الداخلية للبلاد خاصة الدول العربية والإسلامية , وإذا لم ترضخ الدولة التي جعلت فيها الإرهابي والدكتاتوري , وخلقت الفتن الداخلية وأشعلت نيرانها , وأنشأت الصراعات المذهبية والفكرية بين طوائفها , وزرعت فيها العملاء الذين ييسرون لها كل هذا , حتى تذهب بوحدة هذه الدولة المقصودة في مهب الريح , ولم يحدث هذا عشوائي الفكر , بل يكتب له السيناريو على أعلى المستويات الإستعمارية , وتسلط عليها شياطين الجن والإنس من المحاكم الدولية والمنظمات الإنسانية , وقد فتحت الثغرات التي يمكن أن تدخل منها وتبدأ التحالفات البرجماتية , وتذهب الدولة المنشودة أمام أعين باقي الدول العربية التي استسلمت أوالتي أطلقت أصواتها للشجب والإستنكار , وتصبح في خبر كان , تحت وطأة الإحتلال بألوانه المختلفة .
( .. وتدخلوا في أفغانستان , ولا يمكن أن يتركوها طواعية , تدخلوا واحتلوا العراق ولا يمكن أن يستغنوا عن بترولها حتى ينفد , تدخلوا في الشرق الأوسط ولا يمكن أن يتساهلوا في حق الحفاظ على أمن إسرائيل ( والحدق يفهم ) ..!!
قديماً كان هناك سياسة العصا والجزرة , فالعصا لمن عصى , والجزرة لمن أطاع وقبَّل الأيادي , والأن وبعد أن نالوا من وحدة العرب وأصبحت الدول العربية فريسة سهلة في متناول يدها .. سادت سياسة العصا فقط لمن أطاع ومن عصى ..وأرهبوا الحكام باغتيال الأنظمة , وتقديم الحكام وليمة سهلة للمحاكم الدولية حسب ما أعدوه من سيناريوهات مسبقة أشرنا إليها .
( والغريب أن البعض من أبناء الدول في حالة الإنتخابات مثلاً تطلب رقابة دولية , أو ........ )أمريكية , أو توافق لرقابة أجنبية مفروضة على عملية الإنتخابات , بمعنى أدق أنهم يطلبون التدخل من الأجنبي في الشئون الداخلية , وينسى هذا البعض الذي لا يعي معنى تدخل أجنبي في سياسة بلده أنه يقدمها له على طبق من ذهب ويخضع حكمها لهذه الدول الأجنبية , ولعل هذا البعض أيضاً ينسى أن دولته صاحبة سيادة على أرضها وعلى شئونها الداخلية .
إن ما يحدث في تلك الدول التي تسمح لأمريكا برقابة انتخاباتها , لهو الخنوع والذلة والمسكنة والخوف , والعمالة لصالح أمريكا , وأصبح الوضع لا يبشر بأي خير، تدخل بانتخابات بعدها بالحريات واخرها بعلاقة الزوج بالزوجة
يا سادة .. فاستهانوا بالعرب , والعالم كله ونسوا من هم العرب , وأمجاد العرب .. يا لها من مهازل , ويا لهم من حكام ضعاف أضاعوا شعوبهم . . رحم الله أيام الخلفاء الراشدين , وأيام الجهاد في سبيل الله , رحم الله أيام غزوات المسلمين .
( كما دخل الفرنسيون الأزهر الشريف بالخيول آبان الحملة الفرنسية على مصر .. !!
( .. كما دخل اليهود , وكلما أرادوا المسجد الأقصى أن يدنسوه دخلوه بأحذيتهم وبنجاستهم .. !!
( .. كما حرق الأعاجم كتاب الله وداسو عليه بأحذيتهم كما رسم شواذ الأجانب صوراً للرسول الكريم ليست له ونسبوها إليه .. !!
( ) كما سيدخلون عليكم من كل باب لم تحكموا إغلاقه , ومن كل ثغرة فتحها عملاؤهم لم تأخذوا بالكم منها .. !!
والسبيل الوحيد هو ما أمر الله به .. ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ..... ) .. هي الوحدة , وهذا لا ولن يحدث طالما في قلوب الحكام حب الزعامة والصراع من أجلها , وما دام الصغار يجلسون على مقاعد الكبار بدون وجه حق .
يا سادة .. الوطن العربي هو كل لا يتجزأ .. نعم كل بلد له سيادته , وهذه السيادة جزء من سيادة الوطن , فمن يسمح بتنكيس أعلام سيادة بلده , فقد سمح ببيع جزءاً من الوطن .
يا سادة .. المنح الأمريكية ما هي إلا رشاوي لمن يأخذها , وفاتورة مستحقة يجب عليه سدادها .. !!
يا سادة .. العرب أغنياء بثروات بلادهم , أقوياء إذا توحدوا , فملعون أبو التبعية , وملعون أبو من يتبع خطوات غيره , وهو يعلم أنهم أعدائه , وانظروا إلى الوحدة وثمارها , والتفتت ونتائجه .. !!
( لا تسمحوا لهم بالدخول أبداً , واحذروهم , واستعدوا لهم ..!!