التجديد التجديد : 03 - 04 - 2012
السلام عليكم، إخوتي، العبادة سير دائم إلى الله تعالى، بمعنى آخر السير إلى الله توبة دائمة مستمرة متجددة إليه، فما صلاتنا وذكرنا ودعاءنا وزكاتنا وصومنا وعمرتنا وحجنا إلا توبة وعودة إلى الله، إذ التوبة أوبة وحياة للتائب، والغفلة والمعصية سبيل لموت القلب وتبلده، وبصيرتنا في ذلك قول ربنا سبحانه:
}ياأَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا توبوا إِلَى اللَّهِ تَوبَةً نَصوحًا عَسى رَبُّكُم أَن يُكَفِّرَ عَنكُم سَيِّئاتِكُم وَيُدخِلَكُم جَنّاتٍ تَجرى مِن تَحتِهَا الأَنهارُ يَومَ لا يُخزِى اللَّهُ النَّبِىَّ وَالَّذينَ ءامَنوا مَعَهُ نورُهُم يَسعى بَينَ أَيديهِم وَبِأَيمانِهِم يَقولونَ رَبَّنا أَتمِم لَنا نورَنا وَاغفِر لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ{ فقد قال تعالى: «توبوا»، في صيغة الأمر للحاضر والمستقبل وإلى قيام الساعة، أي مادمت سائراً فما عليك إلا أن تكون فيها تائباً وإلا سيرك فيه نظر!!، أو أن وجهتك هي إلى غير الوجهة والقبلة التي يجب أن تيمم وجهك تجاهها، وبالتالي تكون قد أخطأت الطريق المستقيم..وبصيرتنا في هذا كذلك قول نبينا عليه وآله الصلاة والسلام:(«يا أيها الناس، توبوا إلى الله. فإني أتوب، في اليوم، إليه مائة مرة) فيا عجباً إن كان الحبيب يتوب في اليوم الواحد 100 مرة!! فبالله علينا جميعا ماذا عسانا أن نفعل نحن؟! نعم، لو كنا نعقل لتبنا إلى ربنا وما بَرِحْنا مقام التوبة حتى نلقاه، وهو عنا راض...والتوبة إخوتي حالة نفسية يحس معها التائب بكسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء، ولا تكون لغير المذنب، تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة، قد أحاطت به من جميع جهاته وألقته بين يدي ربه طريحا ذليلا خاشعا متضرعا خائفا وجلا راجيا راغباً، فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته، وليرجع إلى تصحيحها، فما أصعب التوبة الصحيحة حقيقة إلا من يسرها الله عليه، وما أسهلها باللسان والدعوى
فاللهم ارحمنا رحمة من عندك تغرقنا في التوبة إليك ولا تخرجنا منها حتى نحشر مرْضِيٍّ عَنَّا بين يديك، ونستغفرك اللهم يا إلهنا ويا عظيم ويا حي ويا قيوم ونتوب إليك، وصل اللهم وسلم وبارك على سيد التائبين والعارفين لله رب العالمين سيدنا محمد وآله، والحمد لله رب العالمين..